صيف ثاني. اوجاع صيفيه(2).

(2) صف ثانى
ــــــــــــــــــــــــــــــ

يدور بعينيه فى كل الشاطىء باحثاً عن ثغرة يضع بها شمسيته ،
الزحام الشديد جعله ينطلق بينه لأقرب مكان للبحر. يغرس شمسيته فوق الرمال ،

يبسط كرسياً عريضاً ليتمدد عليه وعلى وجهه علامات النشوة والإرتياح ،
واضعاً ذراعيه خلف رأسه لينظر للبحر نظرة عُجب وامتلاك . يفيق على صوت نادل الشاطىء :

" لو سمحت يا استاذ ارجع للصف الثانى ، حضرتك جالس امام شمسية الاستاذ ده "
جال بعينه بطول الشاطىء فلم يجد مكاناً فى الصف الأول ،

وبعد مشادات كلامية بينهما ومهاترات ، صاح به " هو البحر بتاع ابوكو؟ "
تجذبه زوجته من ذراعه وهى تنظر يميناً ويساراً " يلا نرجع ، ده صف واحد مش مشكلة ، ارجوك ماتفضحناش " .

تراجع لهذا المكان الضيق بالصف الثانى وجلس يتجرع مرارة وغصة الغضب فى حلقه .
نظر الى زوجته فى حنق ثم هام بذاكرته وخياله بعيداً عنها ( كعادته معها ) .

تذكرها ، هى أول من طرقت لقلبه باباً ، أحبها بكل مايملك كما بادلته هى الاخرى نفس المشاعر.
تذكر أول رحلة جامعية جمعت بينهما على هذا الشاطىء ،

كان مختلفاً تماماً وكأنه جزيرة بعيدة أو ربما جنة ليس بها أحد سواهما .
سقطت ذاكرته فى تلك البقعة المؤلمة التى حاول مراراً أن يمحوها ،

هذا اليوم العبوس القاسى الذى اكتشف فيه أنها لم تعد تحبه أو انها لم تكن تحبه من الأساس .
خدعته واستغلّت وسامته فى إثارة غيرة آخر كانت تريده لها بعد أن تركها وذهب لأخرى .

اكتشف أن هذا الآخر هو من يحتل قلبها ، وأنه كان مجرد دمية رخيصة بين يديها ،
مركونة فى قلبها صف ثانى .حينها علم سر غضبته الحادة من ذلك النادل .

رحلت سنون قليلة وتزوج بأخرى ، أعطته ومازالت تعطيه كل حبها .
وبرغم مرور عامين على زواجهما ، إلا أنها وعلى ما يبدو تحتل الصف الثانى من حياته وذاكرته .

مسكينة هى ، تحبه بعنف ، تصرخ فى صمت " لم أعد أريد الذهاب لهذا الشاطىء" ،
وبنفس العنف يبادلها هو أوجاعه الصيفية.......

صيف ثاني. اوجاع صيفيه(2). Give_rose

انتـــــظروا أوجاعاً أخرى

صيف ثاني. اوجاع صيفيه(2). Untitled80

بكيبورد

مون لايت

طب والله ابداع
تسلم دماغك وانا رايح لباقي الحلقات

تسلم عالمرور

» اوجاع صيفيه.
» فلاش. اوجاع صيفيه(3).
» الفراق اوجاع صيفيه(4).