فلاش. اوجاع صيفيه(3).

(3) فــــــلاش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تراصّوا جميعاً بابتسامة عريضة لإلتقاط بعض الصور التذكارية قبل غروب الشمس .
من خلف نظارتها الشمسية التى التهمت جزء كبير من ملامحها ،
كادت أن تطعنهم بنظرات تملؤها الغيرة .

يركضون إليها ويجذبونها لتلتقط معهم صورة ، تحاول التحجج بأى شىء هرباً من عدسة الكاميرا السوداء.
ينجحون فى إيقافها الى جوارهم ، فتقف ممتعضةً تتأفف وتنأى بوجهها بعيداً فى انتظار انطلاق الرصاص .

فلاش الكاميرا كان لها بمثابة الرصاص ، يتضح على وجهها بروز كل عضلات فكيها
من شدة ضغطها على أضراسها . تريد أن تلتقط منهم هذه الآلة اللعينة وتلقيها
بالماء.

تعود لكرسيها تحت الشمسية فتلتقط المجلة لتخفى ورائها دموعاً سقطت رغماً عنها.
تعود الى نفسها وتتحدث إليها فى حوار كتوم :

" كم أكره جدتى التى ورثت منها تلك البشرة الخمرية المائلة للإسمرار ،
لماذا يلتف هؤلاء وينجذبون دوماً لأخى وأختى ؟ هل لأنهم أصحاب بشرة بيضاء صافية ؟

ما ذنبى انا فى خلقتى هذه ؟ ألم تسمح لهم أنانيتهم أن يتقاسموا معى بعضاً من وسامتهم ؟
اللعنة على تلك الشمس التى تصّر على ارسال حرارتها لتمنحنى اسمراراً أكثر
يزداد سوءاً بملوحة البحر ، وكأنها تخرج لى السنتها الحارقة لتكيدنى ،
وتجعل منهم نجوماً سينيمائين ،

فهم بنورها يتمتعون بهذه البشرة الوردية الحمراء وبشعر بنى لامع.
هيئة تمنحهم ثقةً تجعلهم يقفون بكل هدوء بتلك الابتسامة البلهاء أمام الكاميرات . "


ظلت هكذا تحدث نفسها فى جنون وتزداد حنقاً لسماعها صوت الفلاش ،
حالة نادرة تمقت الشاطىء لسبب غريب ، لديها رغبة متوحشة فى تدمير كل كاميرات التصوير التى تجسد أمام عينيها أوجاعها الصيفية ........



بيكيبورد

مون لايت